لقد أصبحت جغرافية قلب المدينة وطناً مصغراً يسع صدره كل مجالات التداول الاحتجاجي، مكاناً تلوك فيه أجنحة اليسار الراديكالي بين أضراسها البالية شعارات روايات نضال يرسم نهاياته على مقامات إشراق أزمات الوعي الحي، وتشظي أنوار الخلق والإبداع، في رياء ومخاتلة لصدق ما رسمته رهانات البدايات، كما تلهث هناك في هذا المكان أجنحة التطرف الإسلاموي خلف سردية مثقلة بكينونة ما ورائية تأبى التحقق، تصدح بشعارات انحسار المقدس واللهفة إلى مشروعية تمتشق آيات الديموقراطية بالعودة إلى نقاء الأصول الأولى، لتنتضبها على عتبات البرلمان وميدان ساحة محمد الخامس…